منتدى شذا الرياحين من سيرة الرسول الأمين
منتدى شذا الرياحين من سيرة الرسول الأمين
منتدى شذا الرياحين من سيرة الرسول الأمين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شذا الرياحين من سيرة الرسول الأمين

منتدى خاص بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه ورد شبهات المبطلين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مثل من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الحازم




عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 15/01/2011

مثل من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: مثل من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم   مثل من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم Emptyالسبت يناير 22, 2011 12:01 pm

مثل من دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤثرة
( إسلام ضماد الأزدي ورجل من بني عامر)
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيم النجاح في دعوته , بليغًا في التأثير على من خاطبه, حيث يؤثر على من جالسه بهيئته وسمته ووقاره قبل أن يتكلم , ثم إذا تحدث أسر سامعيه بمنطقه البليغ المتمثل من العقل السليم والعاطفة الجياشة بالحب والصفاء والنية الخالصة في هداية الأمة بوحي الله تعالى .
وإن من أبرز الأمثلة على قوته في التأثير بالكلمة المعبرة والأخلاق الكريمة , ماكان من موقفه مع ضماد الأزدي الذي وفد إلى مكة وتأثر بدعاوى المشركين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقر في نفسه أنه مصاب بالجنون كما يتهمه بذلك قومه .
وقد أخرج الإمام مسلم رحمه الله من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن ضمادًا الأزدي قدم مكة وكان من أزد شنوءه , وكان يرقي من هذه الريح - يعني يعالج من الجنون - فسمع سفهاء مكة يقولون إن محمدًا مجنون فقال : لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدي .
قال فلقيه فقال : يامحمد إني أرقي من هذه الريح , وإن الله يشفي على يدي من شاء فهل لك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الحمد الله نحمده ونستعينه , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأن محمدًا عبده ورسوله , أما بعد" .
قال فقال : أعد علي كلماتك هؤلاء , فأعادهن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات, قال فقال: لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء , فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء, ولقد بلغن قاموس البحر ([1]) .
قال فقال : هات يدك أبايعك على الإسلام قال: فبايعه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعلى قومك , قال:وعلى قومي.
قال : فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية ([2]) فمروا بقومه فقال صاحب السرية للجيش: هل أصبتم من هؤلاء شيئًا ؟فقال رجل من القوم : أصبت منهم مطهرة,فقال:ردوها فإن هؤلاء قوم ضماد([3]).
في هذا الخبر بيان أن المشركين كانوا يتهمون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنون , فهل كان وصفه بذلك مجرد تهمة ألصقها به أعداؤه من غير أن يسوغوها بأسباب يتوقعون أنها مقنعة ؟
قد تكون هذه التهمة غير مسوغة بذلك , وإنما هي مجرد رأي خطر لبعض زعمائهم لينفروا الناس من سماع دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبعهم على ذلك عامتهم .
وقد تكون مسوغة بمخالفة ما عليه جمهور الناس , والقيام بتحدي من يملكون القوة والهيمنة, والتضحية من أجل المبدأ بالمال والنفس . فيرى بعض الناس أن العقل يقتضي مسايرة الناس وطلبَ السلامة في النفس والمال , وأن إهدار ذلك وتعريض النفس للهلاك , والمال للضياع من أجل المحافظة على مبدأ يخالف ماعليه الناس نوع من الجنون .
ومن هذا الباب اتهام المشركين أبا بكر بالجنون حينما عرَّض نفسه للأذى وهو يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سيأتي .
ولذلك ترتفع نغمات بعض المنافقين في كل زمن فيتهمون دعاة الإسلام الذين يقاومون الباطل, ويتعرضون من أجل رفع دعوة الحق لضياع الأموال والتشرد والسجون والقتل أحيانًا .. يتهمونهم بالجنون .. لا على أنهم قد فقدوا عقولهم بالكلية , ولكن على أنهم فقدوا نوعًا من العقول يراها هؤلاء المنافقون وأشباههم من ضعفاء الإيمان هي العقول السليمة الجديرة بحمل هذا الاسم .. هذه العقول هي التي ترعى مصالحها الدنيوية , وتساير جميع الأوضاع التي تعيش فيها سواء كانت الهيمنة لأهل الحق أو كانت لأهل الباطل .
فالتخلي عن المال من أجل الحفاظ على المبدأ السامي يعدُّ عند هؤلاء ضربًا من الجنون.
والنظر إلى الدنيا والتفكير الدائم في تدبير الأموال وسياسة تشغيلها وصرفها هو عين العقل عند هؤلاء , ويستوي عندهم من يبعثر أمواله في الطيش والتهور , ومن ينفق أمواله في سبيل الله تعالى , فكلاهما عند هؤلاء سفيه قاصر العقل , بينما يكون الحكم في الإسلام على الأول بأنه قاصر العقل سفيه يجب الحجر عليه, أما الثاني فإنه كامل العقل حيث قدم ماله ليكسب في الآخرة أضعافًا مضاعفة من الأجر , ويستحق الثناء والشكر بما قدم من ماله لخدمة دينه وإخوانه المسلمين.
هذا وقد وجدت من كلام علماء التفسير ما يؤيد هذا التوجيه وذلك فيما رُوي عن الحسن البصري رحمه الله أنه فسر اتهام المشركين ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالضلال قال : وذلك أنهم لم يريدوا بالمجنون الذي يخرق ثيابه ويهذي , بل لأن النبي صلى الله عليه وسلم خالف أهل العقل في نظرهم , كما يقال: ما لفلان عقْل ([4]).
وقال الحسن أيضًا في هذا المعنى : لقد رأيت رجالاً لو رأيتموهم لقلتم مجانين ([5]) . يخاطب بذلك أهل الدنيا في عصره من المسلمين , ويريد بالرجال من رآهم من الصحابة رضي الله عنهم, ويقصد بهذا الكلام أن أهل الدنيا في عصره لو رأوا الصحابة في زهدهم في الدنيا وإقبالهم على الآخرة وتنافسهم في الجهاد وطلب الشهادة والإنفاق في سبيل الله تعالى لاتهموهم بالجنون .
وفي هذا الخبر بيان اتصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفتي الصبر والحلم وهما من أهم الصفات اللازمة للنجاح في الدعوة , فهذا الرجل وهو ضماد الأزدي قد قدم مكة وهو يعتقد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مجنون , وذلك لكثرة مايبث قومه عنه من دعاوى كاذبة في القبائل , وحيث إن ضمادًا يعالج من ابتلي بالجنون فإنه قد عرض على النبي صلى الله عليه وسلم أن يعالجه من ذلك .
وهذا موقف يثير غضب من اتهم بذلك عادة , ويتبع ذلك توبيخ المتكلم به إن لم يحصل ماهو أشد من ذلك , ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جبله الله تعالى على مكارم الأخلاق قد استقبل الامر بحلم وهدوء مما أثار إعجاب ذلك الرجل وجعله مهيئًا لقبول ماسيدعوه إليه , ولذلك ما إن بدأ النبي صلى الله عليه وسلم كلامه بالمقدمة التي يستفتح بها بعض خطبه حتى أعلن ذلك الرجل أن الكلام الذي سمعه لايشبهه ولايدانيه كلام الشعراء ولا كلام الكهان والسحرة فأسلم في تلك الساعة .
وهذا شاهد على فصاحة النبي صلى الله عليه وسلم وقوة بيانه , وانبعاث كلامه من قلب مُليءَ إيمانًا ويقينًا وحكمة , حيث فاض ذلك على غُرر بيانه فأصبح آسرًا لسامعيه , وجاذبًا لأصحاب القلوب المتجردة إلى اتباعه .
ولئن كان كثير من الناس اليوم لا يتأثر بهذا الكلام وأمثاله , فهذا ليس لعيب في الكلام, وإنما هو لتدني مستوى المتلقي في الذوق والوجدان وفهم اللغة العربية , أو لعدم صدور ذلك الكلام من قلب متأثر به أو لهما جميعًا .
وفي سرعة إسلام ذلك الرجل دلالة على أن الإسلام هو دين الفطرة وأن النفوس إذا تجردت من الضغوط الداخلية التي يحمل عليها اتباع الهوى , والضغوط الخارجية التي من أبرزها هيمنة الطغاة من الأكابر الذين يرسخون في النفوس رهبتهم وتقديس مبادئهم الضالة في قلوب الناس من غير أن يكون لهم اختيار وتفكير .. إذا خلت النفوس من ذلك فإنها غالبًا تتأثر وتستجيب , إما بسماع قول مؤثر , أو الإعجاب بسلوك قويم .
وفي طلب النبي صلى الله عليه وسلم البيعة من ضماد لقومه دلالة على مبلغ اهتمامه صلى الله عليه وسلم بدعوته , وذلك باغتنام كل فرصة ينتج عنها تقدم في هذه الدعوة , فقد لاحظ سرعة إقبال ذلك الرجل على الإسلام وقوة قناعته به , فدفعه ذلك إلى أخذ البيعة منه لقومه , وذلك وعد مؤكد منه بحمل قومه على الإسلام , ولاشك أن من بايع النبي صلى الله عليه وسلم نيابة عن قومه سيبذل كل ما يملك من طاقة في جذب قومه إلى هذا الدين .
وفي هذا بيان واضح لأهمية الدعوة إلى الله تعالى , حيث جعلها النبي صلى الله عليه وسلم قرينة الالتزام الشخصي , فقد بايع ضماد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الالتزام بالدين , فلم يكتف رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك بل أخذ منه البيعة على دعوة قومه إلى الإسلام لأن دعوتهم متعينة عليه .
فالدعوة فرض كفاية , إذا قام بها من يكفي سقط الوجوب عن بقية الأمة , وإذا لم يتم ذلك أثم كل من كان أهلاً لهذا الأمر , وإذا تعينت على واحد بعينه كانت فرض عين كما هو الحال في هذا الخبر .
ومن المعلوم أن من دخل في الإسلام يكون في جو رَوْحَاني قوي , ويدفعه الندم على مافات من أيامه - وهو في ضلال - على مضاعفة الجهد في خدمة هذا الدين الذي هداه الله إليه , فيكون لديه استعداد قوي لبذل الجهد في هذا المجال .
ويشبه هؤلاء المسلمين الجدد في هذه الحيوية والاندفاع نحو العمل المنحرفون من المسلمين الذين منَّ الله عليهم بالتوبة والهداية فإنهم لايشعرون بانتمائهم الحقيقي للإسلام إلا بعد استنارة قلوبهم بالهدى , ولذلك فإنهم يندفعون بقوة نحو العمل الصالح والدعوة إلى الإسلام .
وإن مما يُوْصَى به مجالسة التائبين لاكتساب قوة الإيمان والحيوية الدافعة إلى العمل الصالح, وفي ذلك يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : جالسوا التوابين فإنهم أرقّ شيء أفئدة ([6]) .
وهنا تأتي براعة الموجهين في الدعوة حيث يحاولون جهدهم الإفادة من هذه الطاقات المتدفقة وتوجيهها نحو الالتزام الصحيح بالإسلام وبذل الجهد في دعوة الناس إليه , وخاصة في مجتمع الأقران الذين كانوا قبل ذلك تجمعهم الزمالة والصداقة .
وهم في كل ذلك إنما يتأسون برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يوجه الطاقات ويغتنم كل الفرص المتاحة للدعوة .
فهل يفهم المسلمون هذا المعنى الجليل فيسارعوا إلى بذل جهدهم في الدعوة إلى هذا الدين والدفاع عنه ؟
ويشبه خبر ضماد الأزدي من بعض الجوانب ماأخرجه ابن حبان رحمه الله من طريق سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "جاء رجل من بني عامر إلى النبي صلى الله عليه وسلم كأنه يداوي ويعالج فقال : يامحمد , إنك تقول أشياء هل لك أن أداويك ؟
قال فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله ثم قال له : هل لك أن أريك آية ؟ وعنده نخل وشجر, فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عذقًا منها فأقبل إليه وهو يسجد ويرفع رأسه ويسجد ويرفع رأسه حتى انتهى إليه صلى الله عليه وسلم فقام بين يديه ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ارجع إلى مكانك , فرجع إلى مكانه . فقال العامري: والله لا أكذبك بشيء تقوله أبدًا . ثم قال : يا آل عامر ابن صعصعة , والله لا أكذبه بشيء يقوله " قال : والعذق : النخلة ([7]) .
فهذا الرجل العامري يتطبب ويعالج المرضى , ولما سمع أهل مكة يتهمون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنون تقدم إليه وعرض عليه أن يداويه من ذلك ولكن جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم للعامري اختلف عن جوابه لضماد الأزدي , فقد كان جوابه لضماد يقوم على الفصاحة والبيان وجزالة المعاني , وهذا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في حال ضماد أنه ممن يؤثر فيهم الأدب الرفيع والمعاني السامية فبادره بذلك الجواب الذي هز كيانه وأخضع جنانه , وأمثال ضماد هم الأكثرون في حياة العرب آنذاك ولذلك كان جُلُّ دعوة النبي صلى الله عليه وسلم قائمًا على الإبداع في هذا المجال .
أما ذلك العامري , فقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم من حاله أنه من أهل العاطفة القوية والخضوع للأمور الحسية , فعرض عليه آية مشاهدة تُخضع من رآها - ممن تجرد من الهوى - إلى الإذعان لها والتسليم لصاحبها بأنه ليس من البشر العاديين .
وهكذا تتنوع أساليب النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة حسب فهمه لمداخل النفوس وطرق التأثير عليها , فهو القدوة العليا في ذلك , ومنه يجب أن تؤخذ مناهج الدعوة وأساليبها .
---------------
([1]) ذكر الإمام النووي أنه ضبط هذه الكلمة من وجهين : أولهما ناعوس والثاني قاموس , وذكر أن هذا هو الأشهر عند غير مسلم , وعليه سار أبو مسعود الدمشقي في أطراف الصحيحين والحميدي في الجمع بين الصحيحين , وذكر أن هذا هو الموافق لكلام أهل اللغة وأن معناه وسط البحر وقعره ولجته - شرح النووي على صحيح مسلم 6/157 - .
([2] ) يعني بعد الهجرة .
([3] ) صحيح مسلم ص 593 , رقم 868 .
([4] ) فتاوى ابن تيمية 16 /72 .
([5] ) فتاوى ابن تيمية 16/72 .
([6] ) الزهد للإمام أحمد بن حنبل /120 .
([7] ) موارد الظمآن 520 , وذكره الحافظ الهيثمي وقال : رواه أبو يعلى , ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحجاج الشامي وهو ثقة - مجمع الزوائد 9/10 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مثل من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صفة النبي صلى الله عليه وسلم
» صفة مزاح النبي صلى الله عليه وسلم
» النبي العظيم صلى الله عليه وسلم
» أسماء النبي محمد صلى الله عليه وسلم
» مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شذا الرياحين من سيرة الرسول الأمين :: مقالات خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم :: خاص بالمقالات-
انتقل الى: